[size=12]قصة رجل نصف ساعة تحت الارض
رجــل يحكـــي قصتــه فيقــول .....
نصف ساعه تحت الأرض
أكيد مجنون .. أو انه لديه مصيبة .. والحق أن لدي مصيبة
أي شخص كان قد رأني متسلقا سور المقبره في هذه الساعة من الليل كان ليقول
هذا الكلام
منزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى ..
( رب ارجعون رب ارجعون )
.. ثم
يقوم منتفضا ويقول ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ..
حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده
عندما تفوته طوال اليوم .. ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني ..
لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لاتركن لمثل هذه الأمور
فتروح بي إلى النار
قررت ان ادخل القبر حتى أؤدبها ... ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو
منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ... وكل يوم اقول لنفسي دع هذا الأمر غدا
.. وجلست اسول في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى .. حينها قلت
كفى ... وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة
ذهبت بعد منتصف الليل .. حتى لا يراني أحد وتفكرت .. هل أدخل من الباب ؟
.. حينها سأوقض حارس المقبره ... أو لعله غير موجود ... أم أتسور السور
.. إن اوقضته لعله يقول لي تعال في الغد .. او حتى يمنعني وحينها يضيع
قسمي .. فقررت أن اتسور السور .. ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ واستعنت
بالله وصعدت
برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... إلا أنني أحسست أنني أراها
لأول مرة .. ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. إلا أنني أكاد أقسم أنني ما
رأيت أشد منها سوادا ... تلك الليلة ... كانت ظلمة حالكة ... سكون رهيب ..
تأملتها كثيرا من أعلى السور .. واستنشقت هوائها.. نعم إنها رائحة القبور
.. أميزها عن الف رائحه ..رائحة الحنوط .. رائحة بها طعم الموت الصافي
.. وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين .. إيه أيتها القبور .. ما أشد صمتك
.. وما أشد ما تخفيه .. ضحك ونعيم .. وصراخ وعذاب اليم .. ماذا سيقول لي
اهلك لو حدثتهم .. لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم
( الصلاة وما ملكت أيمانكم )
أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبه .. وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر
عدة مرات .. وهبطت داخل المقبره .. وأحسست حينها برجفة في القلب .. والتصقت
بالجدار ولا أدري لكي أحتمي من ماذا ؟ .. عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من
المرور فوق القبور وانتهاكها ... نعم أنا لست جبانا ... أم لعلي شعرت
بالخوف حقا!!!
.. إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. مشتاقة إلي ... وجلست
أمشي محاذرا بين القبور .. وكلما تجاوزت قبرا تساءلت .. أشقي أم سعيد ؟ ..
كان من أهل الزنى .. لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض
.. وأن شبابه لن يفنى .. وأنه لن يموت كمن مات قبله ...أم أنه قال ما زال
في العمر بقية ... سبحان من قهر الخلق بالموت
أبصرت الممر ... حتى إذا وصلت اليه ووضعت قدمي عليه اسرعت نبضات قلبي
فالقبور يميني ويساري .. وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ثم بدأت
أولى خطواتي .. بدت وكأنها دهر .. اين سرعة قدمي .. ما أثقلهما الآن ..
... فقد رأيته كثيرا .. ولكن هذه المرة مختلفة تماما
أفكار عجيبة .. بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. نعم ... اسمع همهمة جلية
... وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. خفت أن أنظر خلفي .. خفت أن أرى أشخاصا
يلوحون إلي من بعيد .. خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ...
جماعه فلا يهمني
أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. اكاد اقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت
اشد منها سوادا .. كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا ؟.. بل كيف
سأنزل في هذا القبر ؟.. وأي شئ ينتظرني في الأسفل .. فكرت بالإكتفاء
بالوقوف .. و أن اصوم ثلاثة ايام .. ولكن لا .. لن اصل الى هنا ثم اقف .. يجب
ان اكمل .. ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس
نفسي
ما أشد ظلمته .. وما أشد ضيقه .. كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة
من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. سبحان الله .. يبدوا أن الجو قد
ازداد برودة .. أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. هل هذا صوت الريح
.. ليس ريحا .. لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! ...هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم
جلست وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيب
إنه المكان الذي لا مفر منه ابدا .. سبحان الله .. نسعى لكي نحصل على كل
شئ . وهذه هي النهاية .. لاشئ
كم تنازعنا في الدنيا .. اغتبنا .. تركنا الصلاة .. آثرنا الغناء على
القرآن .. والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. وقد حذرنا الله ورغم ذلك
نتجاهل .. ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... وكأني خفت أن
يرد علي أحدهم
يا أهل القبور .. مالكم .. أين أصواتكم .. أين أبناؤكم عنكم اليوم .. أين
أموالكم .. أين وأين .. كيف هو الحساب .. اخبروني عن ضمة القبر .. أتكسر
الأضلاع ..أخبروني عن منكر و نكير .. أخبروني عن حالكم مع الدود .. سبحان
الله .. نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. واليوم
نحن الطعام
لابد من النزول إلى القبر
قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي ..
واحده ... ثم نمت على ظهري واغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... حتى تخف
هذه الرجفة التي في الجسد ... ما أشده من موقف وأنا حي .. فكيف سيكون عند
الموت ؟
فكرت أن أنظر إلى اللحد .. هو بجانبي ... والله لا أعلم شيئا أشد منه
ظلمه .. وياللعجب .. رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء
البارد يأتي منه .. فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف
خفت أن انظر اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الى بقسوة .. أو
أن أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلني
تماما .. او كما سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه
بين يديه إلى الخارج وسال الدم من أنفه .. وكأنه ضرب بمطرقة من حديد لو
نزلت على جبل لدكته لتركه الصلاة ... ومازال يحلم بهذا المنظر كل يوم ..
من هذه المناظر .. رغم علمي أن اللحد خاليا .. ولكن تكفي هذه الأفكار حتى
أمتنع تماما وإن كنت جلست انظر إليه من طرف خفي كل لحظة
ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا إله إلا الله إن للموت سكرات
تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانا ارفع يدي محاولا ارجاع روحي وصراخ أهلي من
حولي عاليا أين الطبيب أين الطبيب
( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )
سريعا إلى القبر وتخيلت صديقا ... اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى
القبر .. تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. جهزوا
الطوب ... تخيلت احمد .... كعادته يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم
إياه بعدما حثوا علي التراب .. تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. تخيلت
شيخنا يصيح فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. أدعوا لأخيكم فإنه الآن
يسأل
ثم رحلوا وتركوني
وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة ..
الآخر بل محمول إلينا .. فيقول هلموا إليه حتى يعلم إن الله عزيز ذو
انتقام .
. رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ... ما غرك بربك الكريم حتى
تنام عن الفريضة .. أحقير مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة
من خيفته .. لا نجاة لك منا اليوم ... أصرخ ليس لصراخك مجيب
فجلست اصرخ رب ارجعون ... رب ارجعون ... وكأني بصوت يهز القبر والسماوات
يملأني يئسا يقول
( كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )
وقت للتوبة
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
ثم قمت مكسورا ... وقد عرفت قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما
بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول
سبحان من قهر الخلق بالموت
خاتمة
من ظن أن هذه الآية لهوا وعبثا فليترك صلاته و ليفعل ما يشاء
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)
القهار ولم يبالي بتحذيره ... و لم يبالي بعقوبته ... و لم يبالي بتخويفه
أسألكم بالله أي شجاعة فيكم حتى لا تخيفكم هذه الآية
كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا فيفقلت لابد وفي الأمر شئ .. ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ... هنا كانهذا هو صمت القبور بحققررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. فلو رآني أحد فإما سيقولنظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيهاشقي بسبب ماذا .. أضيّع الصلاة . .. أم كان من اهل الغناء والطرب .. أمتمنيت ان تطول المسافة ولا تنتهي ابدا .. لأنني أعلم ما ينتظرني هناك .. اعلمبالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ طالما أنني قد صليت العشاء فيوأنا أفكر .. ماذا لو انهال علي التراب فجأة ... ماذا لو ضم القبر علي مرةحينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .. ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياتخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون لا إله إلا الله ... تخيلتهم يمشون بيوأشكال مخيفة .. لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض.. أهو العبد العاصي ؟...فيقول الآخر نعم ..فيقول .. أمشيع متروك ... أم محمول ليس له مفر ؟ ... فيقولحتى بكيت ماشاء الله ان ابكي .. وقلت الحمدلله رب العالمين .. مازال هناكوليلهو وليسوف في توبته فيوما قريبا سيقتص الحق لنفسه وويل لمن كان خصمه
[/size]____________________________رجــل يحكـــي قصتــه فيقــول .....
نصف ساعه تحت الأرض
أكيد مجنون .. أو انه لديه مصيبة .. والحق أن لدي مصيبة
أي شخص كان قد رأني متسلقا سور المقبره في هذه الساعة من الليل كان ليقول
هذا الكلام
منزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى ..
( رب ارجعون رب ارجعون )
.. ثم
يقوم منتفضا ويقول ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ..
حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده
عندما تفوته طوال اليوم .. ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني ..
لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لاتركن لمثل هذه الأمور
فتروح بي إلى النار
قررت ان ادخل القبر حتى أؤدبها ... ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو
منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ... وكل يوم اقول لنفسي دع هذا الأمر غدا
.. وجلست اسول في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى .. حينها قلت
كفى ... وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة
ذهبت بعد منتصف الليل .. حتى لا يراني أحد وتفكرت .. هل أدخل من الباب ؟
.. حينها سأوقض حارس المقبره ... أو لعله غير موجود ... أم أتسور السور
.. إن اوقضته لعله يقول لي تعال في الغد .. او حتى يمنعني وحينها يضيع
قسمي .. فقررت أن اتسور السور .. ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ واستعنت
بالله وصعدت
برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... إلا أنني أحسست أنني أراها
لأول مرة .. ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. إلا أنني أكاد أقسم أنني ما
رأيت أشد منها سوادا ... تلك الليلة ... كانت ظلمة حالكة ... سكون رهيب ..
تأملتها كثيرا من أعلى السور .. واستنشقت هوائها.. نعم إنها رائحة القبور
.. أميزها عن الف رائحه ..رائحة الحنوط .. رائحة بها طعم الموت الصافي
.. وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين .. إيه أيتها القبور .. ما أشد صمتك
.. وما أشد ما تخفيه .. ضحك ونعيم .. وصراخ وعذاب اليم .. ماذا سيقول لي
اهلك لو حدثتهم .. لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم
( الصلاة وما ملكت أيمانكم )
أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبه .. وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر
عدة مرات .. وهبطت داخل المقبره .. وأحسست حينها برجفة في القلب .. والتصقت
بالجدار ولا أدري لكي أحتمي من ماذا ؟ .. عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من
المرور فوق القبور وانتهاكها ... نعم أنا لست جبانا ... أم لعلي شعرت
بالخوف حقا!!!
.. إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. مشتاقة إلي ... وجلست
أمشي محاذرا بين القبور .. وكلما تجاوزت قبرا تساءلت .. أشقي أم سعيد ؟ ..
كان من أهل الزنى .. لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض
.. وأن شبابه لن يفنى .. وأنه لن يموت كمن مات قبله ...أم أنه قال ما زال
في العمر بقية ... سبحان من قهر الخلق بالموت
أبصرت الممر ... حتى إذا وصلت اليه ووضعت قدمي عليه اسرعت نبضات قلبي
فالقبور يميني ويساري .. وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ثم بدأت
أولى خطواتي .. بدت وكأنها دهر .. اين سرعة قدمي .. ما أثقلهما الآن ..
... فقد رأيته كثيرا .. ولكن هذه المرة مختلفة تماما
أفكار عجيبة .. بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. نعم ... اسمع همهمة جلية
... وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. خفت أن أنظر خلفي .. خفت أن أرى أشخاصا
يلوحون إلي من بعيد .. خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ...
جماعه فلا يهمني
أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. اكاد اقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت
اشد منها سوادا .. كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا ؟.. بل كيف
سأنزل في هذا القبر ؟.. وأي شئ ينتظرني في الأسفل .. فكرت بالإكتفاء
بالوقوف .. و أن اصوم ثلاثة ايام .. ولكن لا .. لن اصل الى هنا ثم اقف .. يجب
ان اكمل .. ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس
نفسي
ما أشد ظلمته .. وما أشد ضيقه .. كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة
من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. سبحان الله .. يبدوا أن الجو قد
ازداد برودة .. أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. هل هذا صوت الريح
.. ليس ريحا .. لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! ...هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم
جلست وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيب
إنه المكان الذي لا مفر منه ابدا .. سبحان الله .. نسعى لكي نحصل على كل
شئ . وهذه هي النهاية .. لاشئ
كم تنازعنا في الدنيا .. اغتبنا .. تركنا الصلاة .. آثرنا الغناء على
القرآن .. والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. وقد حذرنا الله ورغم ذلك
نتجاهل .. ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... وكأني خفت أن
يرد علي أحدهم
يا أهل القبور .. مالكم .. أين أصواتكم .. أين أبناؤكم عنكم اليوم .. أين
أموالكم .. أين وأين .. كيف هو الحساب .. اخبروني عن ضمة القبر .. أتكسر
الأضلاع ..أخبروني عن منكر و نكير .. أخبروني عن حالكم مع الدود .. سبحان
الله .. نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. واليوم
نحن الطعام
لابد من النزول إلى القبر
قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي ..
واحده ... ثم نمت على ظهري واغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... حتى تخف
هذه الرجفة التي في الجسد ... ما أشده من موقف وأنا حي .. فكيف سيكون عند
الموت ؟
فكرت أن أنظر إلى اللحد .. هو بجانبي ... والله لا أعلم شيئا أشد منه
ظلمه .. وياللعجب .. رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء
البارد يأتي منه .. فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف
خفت أن انظر اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الى بقسوة .. أو
أن أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلني
تماما .. او كما سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه
بين يديه إلى الخارج وسال الدم من أنفه .. وكأنه ضرب بمطرقة من حديد لو
نزلت على جبل لدكته لتركه الصلاة ... ومازال يحلم بهذا المنظر كل يوم ..
من هذه المناظر .. رغم علمي أن اللحد خاليا .. ولكن تكفي هذه الأفكار حتى
أمتنع تماما وإن كنت جلست انظر إليه من طرف خفي كل لحظة
ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا إله إلا الله إن للموت سكرات
تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانا ارفع يدي محاولا ارجاع روحي وصراخ أهلي من
حولي عاليا أين الطبيب أين الطبيب
( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )
سريعا إلى القبر وتخيلت صديقا ... اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى
القبر .. تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. جهزوا
الطوب ... تخيلت احمد .... كعادته يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم
إياه بعدما حثوا علي التراب .. تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. تخيلت
شيخنا يصيح فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. أدعوا لأخيكم فإنه الآن
يسأل
ثم رحلوا وتركوني
وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة ..
الآخر بل محمول إلينا .. فيقول هلموا إليه حتى يعلم إن الله عزيز ذو
انتقام .
. رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ... ما غرك بربك الكريم حتى
تنام عن الفريضة .. أحقير مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة
من خيفته .. لا نجاة لك منا اليوم ... أصرخ ليس لصراخك مجيب
فجلست اصرخ رب ارجعون ... رب ارجعون ... وكأني بصوت يهز القبر والسماوات
يملأني يئسا يقول
( كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )
وقت للتوبة
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
ثم قمت مكسورا ... وقد عرفت قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما
بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول
سبحان من قهر الخلق بالموت
خاتمة
من ظن أن هذه الآية لهوا وعبثا فليترك صلاته و ليفعل ما يشاء
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)
القهار ولم يبالي بتحذيره ... و لم يبالي بعقوبته ... و لم يبالي بتخويفه
أسألكم بالله أي شجاعة فيكم حتى لا تخيفكم هذه الآية
كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا فيفقلت لابد وفي الأمر شئ .. ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ... هنا كانهذا هو صمت القبور بحققررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. فلو رآني أحد فإما سيقولنظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيهاشقي بسبب ماذا .. أضيّع الصلاة . .. أم كان من اهل الغناء والطرب .. أمتمنيت ان تطول المسافة ولا تنتهي ابدا .. لأنني أعلم ما ينتظرني هناك .. اعلمبالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ طالما أنني قد صليت العشاء فيوأنا أفكر .. ماذا لو انهال علي التراب فجأة ... ماذا لو ضم القبر علي مرةحينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .. ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياتخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون لا إله إلا الله ... تخيلتهم يمشون بيوأشكال مخيفة .. لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض.. أهو العبد العاصي ؟...فيقول الآخر نعم ..فيقول .. أمشيع متروك ... أم محمول ليس له مفر ؟ ... فيقولحتى بكيت ماشاء الله ان ابكي .. وقلت الحمدلله رب العالمين .. مازال هناكوليلهو وليسوف في توبته فيوما قريبا سيقتص الحق لنفسه وويل لمن كان خصمه